فرحة تملؤها ... كفراشة تنطلق في خفة .. العالم حولها أزهار ..
تتنسم أنفاسها البهجة ... ليست الشوارع كما كانت من قبل ... أنها اليوم تتأنق
لاستقبالها ...
فالزحام احتفال وأضواء اللافتات شموع وضجيج المارة زغاريد المهنئين ...
قلبها الآن يقبل كل صورة حتى قبح الشوارع وأناتها ... لقد غطت دقاته الراقصة على آلات التنبيه فلا صوت لها ...
أنها الآن ملكة متوجة في إيوان السعادة ..
فالزحام احتفال وأضواء اللافتات شموع وضجيج المارة زغاريد المهنئين ...
قلبها الآن يقبل كل صورة حتى قبح الشوارع وأناتها ... لقد غطت دقاته الراقصة على آلات التنبيه فلا صوت لها ...
أنها الآن ملكة متوجة في إيوان السعادة ..
في الشارع عينين نهمتين .. تحدق في المارة يميناً ويساراً .. تتفحص بلهف أجساد النساء ... تلهث خلفهن الواحدة تلو الأخرى .. تراقب عن كثب كأنها تتحين الفرصة للهجوم ... لا تخفي حاجة صاحبهما الشديدة للافتراس ... تآكل الإنسان بداخله فلم يبق سوى أطلال ... لا صوت فيها إلا نعيق شهواته ...
يسير في الشارع كلص يتسلل إلى أماكن الازدحام ليخطف ويهرب
بخطوات رشيقة تسير تدفعها نسائم السعادة فتحلق أجنحتها الزاهية نحو السماء ... تحمل لوالديها رحيق السرور ... رأت أن لا تخبرهم بالبشرى إلا حينما تصل إلى المنزل ... تتلهف لترى الفرحة ترقص في أعينهم ... فتهرول مسرعة إلي موقف سيارات الأجرة
بضع خطوات وتصل ...
يقف صاحب العينين كأنه بانتظارها ... غير أنها لم تلتفت إليه
في خضم الزحام المتراكم حولها يتدافع المارة كعادتهم نحو الركوب ... يختلط الحابل بالنابل ولا مفر من صراع مرير للفوز بمقعد في سيارة الأجرة ...
لم تكترث فتلك رياضة عنيفة اعتادت عليها كل يوم ..
بينما العينان تراقبان .. تظفر قدمها اليمنى بموطئ في السيارة
ولا زالت تكافح لتدفع بقية جسدها المحشور في الزحام داخل السيارة ...
في الزحام يقترب منها خلسة ... غير مكترث بإنسانيتها يدفع بمخالبه فينهش أجنحتها الزاهية بالسعادة... يضغط بقوة فتهتك ألوانها ..... لقد طغت حيوانيته ففقدت اللحظة جلالها حين شعرت بأنيابه تنهش الروح قبل الجسد ... تسرق الحلم والأمل ... تغلق منافذ النور ...
في الزحام يقترب منها خلسة ... غير مكترث بإنسانيتها يدفع بمخالبه فينهش أجنحتها الزاهية بالسعادة... يضغط بقوة فتهتك ألوانها ..... لقد طغت حيوانيته ففقدت اللحظة جلالها حين شعرت بأنيابه تنهش الروح قبل الجسد ... تسرق الحلم والأمل ... تغلق منافذ النور ...
بعينين احترقت فيهما أغصان البهجة تلتفت إليه ... ترسل شظايا
الغضب ... تدفع بيدها تحاول الخلاص بينما سكت اللسان عن الكلام ... منعها الدفع
المتواصل من الركاب أن تدافع عن ما سلب منها ... فترتمي على المقعد وأمام عينيها
يهرب الجاني بفعلته ... تريد أن تملأ المكان بالعويل :
لقد سلب جسدي ... يداه ملوثان بدماء إنسانيتي ...
لقد سلب جسدي ... يداه ملوثان بدماء إنسانيتي ...
لكن محيطها أحكم القيد على أنوثتها فظلت بلا حراك ... تذكرت تلك
اللحظة حينما صرخت فتاة في وجه شاب فعل بها فعلته في سيارة الأجرة فلم تحظى إلا
بنفور الركاب وطرده من السيارة فأفلت من العقاب
كانت الفادحة أكبر حين قالت سيدة تخطت الخمسين من عمرها للفتاة:
معلش يا بنتي .. سامحيه .. ما هو برضه شاب
بنظرات كسهام تصوبها له بغيظ واشمئزاز تحركت بها السيارة رويدا رويدا ... ازداد حنقها أنه لم يخجل بل ظل ينظر إليها ببرود .. تسيدت على وجهه ابتسامة صفراء جلدت روحها بسياط الهزيمة والانكسار
دارت الأحزان في رأسها كرياح الخماسين فلم تفلح أجنحة الفراشة المتهتكة من التحليق ... حبست دمعة حارة من النزول فطبعت الحزن بريقا ً في عينيها ... خفتت روح الفراشة فتلاشت البهجة بداخلها واتشح الكون بالسواد
بعد نصف ساعة مرت كدهر من فرط حزنها قالت بصوت مكتوم :
على جنب يا أسطى
نزلت من السيارة ببطء ....
كعجوز في أواخر عمرها أثقلها الهم والمرض سارت إلى المنزل ... كلما اقتربت خطوة طرقت الخواطر رأسها بشدة ... كيف سيكون اللقاء .... هل ستخبر والديها بما حدث معها أم سترتدي قناع السعادة الزائف
بصعودها درج السلم تصاعدت شدة الخواطر بداخلها ... من أين ستبدأ وكيف ستحكي هذه المهانة .... هل من الأفضل أن تكتم حزنها بداخلها وتمنح والديها فرحة طال انتظارهم لها .... أم تعكر صفو سعادتهم بذكر حادثها الأليم ...
ببقايا الفرحة المندثرة وظلال قاتمة بالحزن تقف أمام الباب ... تخرج زفرة عميقة ثم تضغط على زر الجرس ...
تلملم أجنحتها المتهتكة وترفع رأسا ًطأطأها الانكسار .... فقد سلبت منها حياة
كانت الفادحة أكبر حين قالت سيدة تخطت الخمسين من عمرها للفتاة:
معلش يا بنتي .. سامحيه .. ما هو برضه شاب
بنظرات كسهام تصوبها له بغيظ واشمئزاز تحركت بها السيارة رويدا رويدا ... ازداد حنقها أنه لم يخجل بل ظل ينظر إليها ببرود .. تسيدت على وجهه ابتسامة صفراء جلدت روحها بسياط الهزيمة والانكسار
دارت الأحزان في رأسها كرياح الخماسين فلم تفلح أجنحة الفراشة المتهتكة من التحليق ... حبست دمعة حارة من النزول فطبعت الحزن بريقا ً في عينيها ... خفتت روح الفراشة فتلاشت البهجة بداخلها واتشح الكون بالسواد
بعد نصف ساعة مرت كدهر من فرط حزنها قالت بصوت مكتوم :
على جنب يا أسطى
نزلت من السيارة ببطء ....
كعجوز في أواخر عمرها أثقلها الهم والمرض سارت إلى المنزل ... كلما اقتربت خطوة طرقت الخواطر رأسها بشدة ... كيف سيكون اللقاء .... هل ستخبر والديها بما حدث معها أم سترتدي قناع السعادة الزائف
بصعودها درج السلم تصاعدت شدة الخواطر بداخلها ... من أين ستبدأ وكيف ستحكي هذه المهانة .... هل من الأفضل أن تكتم حزنها بداخلها وتمنح والديها فرحة طال انتظارهم لها .... أم تعكر صفو سعادتهم بذكر حادثها الأليم ...
ببقايا الفرحة المندثرة وظلال قاتمة بالحزن تقف أمام الباب ... تخرج زفرة عميقة ثم تضغط على زر الجرس ...
تلملم أجنحتها المتهتكة وترفع رأسا ًطأطأها الانكسار .... فقد سلبت منها حياة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق