الخميس، 6 مارس 2014

مقال نقدى



 دراسة نقدية بقلم / جمال الطيب




قصة " ملامح حزينة " للكاتب / جمال القاص 



من خلال قصة " ملامح حزينة " يستعرض لنا الكاتب حياة ذلك الشاب الغريب الأطوار إثر صدمة عائلية تتركز فى فجيعته لإكتشاف سوء سلوك أمه مما أدى إلى هدم مستقبله الذى كان يتهيأ له بعد حصوله على المؤهل العالى الذى يوفر له حياة كريمة و خطبته للفتاة التى أحبها لدرجة العشق و لكن كل ذلك ينهار و يتهدم بعد ذيوع فضيحة أمه التى انكشف سترها للجميع   و على رأسهم أهل خطيبته ، فلم يجد أمامه مهرب سوى التستر وراء اصطناع الجنون لعله يغض بصر الناس عنه و ينسيهم العار الذى لحقه و لطخ سمعته و سمعة أخته الشقيقة التى تخفت وراء النقاب عله يحجب أعين الناس عنها .
و من خلال يوم فى حياة ذلك الشاب يستعرضه لنا الكاتب ، نجده يحمل الكثير من المتناقضات ، فهو يعشق الحرية و الإنطلاق و يتمنى الطير فى الفضاء مقلدا الطيور و هى تطير و تضرب بجناحيها و لا يتوانى فى التكشير عن أنيابه للدفاع عن نفسه إزاء عربدة الشباب السكارى      و مجونهم حين يحاولون التحرش به بمقالبهم الرعناء .
و فى ذكاء يحمد عليه الكاتب يصف لنا جوع هذا الشاب بمعناه الحسى - الطعام و الشراب -     و جوعه الجنسى و هو يحتك و يلتصق بالمرأة التى لم يستطع مقاومة إغراء لحمها الأبيض    و مؤخرتها المكتنزة حتى يشبع بعد أن أفرغ شهوته ( حموله و فضيناها ) .
و يطوف بنا الكاتب لنرى الشاب و هو فى نزعة صوفيه و روحانية يتفقد الضريح الملتصق بالمسجد و يستمع إلى نحيب السيدات الزائرات المتضرعات و المتوسلات إلى الله بكرامة صاحب المقام بأن يقضى حاجتهن ، و ينظر إلى العروسة التى تقوم بزيارته و أهلها تبركا بالمقام و صاحبه و الأمل و التمنى فى حياة مستقبلية قادمة ترفرف السعادة على جنباتها .
و لا يفوت الكاتب أن يشير إلى ملمح خفى لصفات هذا الشاب و هو المروءة و الشهامة ، فهو لا يتوانى فى الرجوع و العودة إلى المرأة العجوز من زائرى المسجد و التى كان ذد خطف منها كوب الشاى و سيجارتها السوبر ( غور بيهم فى ستين داهية ) ليدخل بهما الحمام ليكمل متعته بعد الوجبة التى تناولها ، و لكنه يفاجئنا بالعودة إليها مادا يده بالعشرة جنيهات مكافأته من صاحب الدراجة بعد منعه لسرقتها !!

صور مختلفة متباينه نقلها إلينا الكاتب فجعلنا نتعاطف مع هذا الشاب الذى أظن أننا نرى أمثاله فى شوارعنا و لكننا نجهل حياتهم الخفية التى نقلها إلينا الكاتب ببراعة من خلال قصته .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق