الخميس، 6 مارس 2014

شظية



قصة قصيرة بقلم/ ابتهال الشايب


   غالباً وليس دائماً، يتململ السكين في شرخ أجزاء من أجساد الآخرين منهكاً من التشويه، لكنه يطالب بالمزيد فيصنع أحياناً خطوطاً حمراء كبداية ثم يرسم أنهاراً من نفس اللون فيما بعد تتعدى أمواجه إلى خارج الجسم ، يتأمل كل هذا، تزدهر اللذّة بداخله، يسقط قلبه في بحر من البحور، تتحقق الراحة داخل نفسه لكن هناك جزءاً بعيداً بداخله تطقطق نيرانه في عجلة حيث المتعة تجيش حقاً عندما تجد لصاحبها شيئاً ما يستطيع من خلاله أن يظهر أشكال التسلط والسيطرة على هيئة قوس قزح، تقوي العصا الغليظة في يده حيث تدمّر كل ما تراه في الطرقات، فينشقّ كل منهم إلى نصفين كحيوانات تربح، تتراءى أمامه أوجاع الحياة حيث يظل الفقر والفشل قابعين في مكانهما ينظران له في صمت غير مبال، يخرج المسدس من مخبأه ويقذف طلقاته كشخص يخرج ما بداخله من طعام عفن لكن ما زال الجزء البعيد يصرخ قائلاً: هذا لا يكفي أبداً.                                                        

  يدخل السكين الكبير المتعرج في أجساد الناس، ينزلق بسهولة وكأنها كتل أسفنجية، أصوات زجاجية تصرخ من توّغل النيران في أجسادها نتيجة ثورة علب الكبريت على المحال التجارية والسيارات.                                
                                                                                
  تتوّحد الثورات وتنتعش، وجب الموت على كل إنسان يسير في الحياة، ذلك الموت المريح لأعصابه، خاصة لحظة الخوف من ترك الحياة ودقائق التوجع التي تأتي كمقدمة قبل صدمة الموت، تأتي كأفواج معلنة أن الموت سيأتي بعد قليل، يصنع السوط علامات دامية على السائرين، يرشق بالخنجر الحاد الأذرع والرؤوس البشرية وكأنها أطيحت خارج الجسد بقرف، بكاء وصراخ ودهشة وخوف يقفون على هيئة مجموعة من الورود ليستنشقها ذلك الجزء البعيد المستثار مما تفعله الحياة به، ذلك العبث المؤلم متنكّر على هيئة مشكلات شديدة التعقيد والتي تحاول جاهدة خلق رغبة مغلفة بشيء من قتل الطموحات لكن عند ذلك الرجل تحوّلت إلى كيس متضخم من الكبت، عندما لامسته الحياة انفجر...                                         

 لكن المستحيل المتخفي يلوح له من بعيد.                                   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق